توزيع شعر النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم :

لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد حلق رأسه سأل عن الحلاق , فأتى أحد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم واسمه معمر بن عبد الله العدوي وكان حلاقـًا , فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سمَ الله واحلق رأسي ) فأعطاه عليه الصلاة والسلام ميمنة رأسه الشريف , فصار هذا الصحابي يحلق ولما انتهى من الشق الأول صار النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام يوزع شعره الشريف بين الصحابة الكرام ليبقى بركة باقية بينهم , وتذكرة لهم , ولتعليمهم أنه يجوز التبرك بشعره وءاثاره , ولذلك قال لهم : ( اقتسموه بينكم ) فصار الواحد منهم يأخذ شعرة والآخر اثنتين وهكذا . وكان هذا من مواساة الحبيب المصطفى لأتباعه وتطييبًا لنفوسهم لأنهم كانوا متعلقين به كثيرًا .


ثم قال رسول الله لمعمر : ( احلق النصف الآخر ) فحلق النصف الآخر , فقال عليه الصلاة والسلام : ( أين أبو طلحة الأنصاري ؟ ) فأتى أبو طلحة رضي الله عنه فأعطاه الشق الأيسر كله , فبكى سيدنا أبو طلحة من كثرة الفرح والسرور , وحبًا بالرسول المصطفى